يعد التسامح من أسمى القيم والفضائل التي يتسم بها الإنسان
وتتجلى فيها أخلاقياته وسماته النبيلة التي تنسجم مع فطرة الخير ، إنه المروءةُ في
أروع معانيها لأن التسامح يتطلب شجاعة وقوة إرادة ونفس كريمة وتعزيز الطاقة
الايجابية في نفوسنا.
ونحن في دولة الإمارات نتعايش بسلام وحب واحترام مع أكثر من 200
جنسية تنعم بسبل الحياة الكريمة، ونعيش في مجتمع تسوده قيم الإخاء و العدل
والمساواة حيث تتبنى الدولة قيم التسامح والتعددية الثقافية، وكفلت قوانينها
للجميع الاحترام والتقدير، وأنشأت وزارة للتسامح لتعزيز هذه الثقافة على مر
الأجيال، وأطلقت برنامجاً وطنياً للتسامح مما يرسخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة
عالمية للتسامح ويعكس ما يتحلى به شعب الإمارات من قيم الإسلام الحنيف والعادات
العربية الأصيلة ، ونفتخر بأن الدولة أصبحت تتبوأ اليوم مكانةً عالميةً تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، تعمل بشكل
دؤوب ومثابر على تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
ولعل أبرز ما يميز
الشعار الرسمي لعام التسامح الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال
نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هو شجرة الغاف التي تمثل شجرة تاريخنا الأصيلة
وذكرياتنا الجميلة حيث كان أجدادنا يجتمعون للتسامر والتشاور تحت ظلال الغافة
الوارفة في وسط الصحراء، ويحذونا الأمل جميعاً اليوم بأن نستظل بظل التسامح وأن
تثمر شجرته محبة وتراحماً بين الناس أجمعين.
ونود أن ندعو بمناسبة عام التسامح الذي يعزز نهج الوالد الشيخ زايد بن سلطان ال
نهيان رحمه الله وقيم الأجداد والآباء المؤسسين ، أن يتم تجسيد قيم التسامح في كل
تفاصيل حياتنا اليومية وأن نحرص جميعاً أن يكون التسامح دستوراً أخلاقياً يوجه
بوصلة سلوكياتنا وأعمالنا .
بقلم : سيف أحمد السويدي
وكيل الوزارة لشؤون الموارد البشرية – وزارة
الموارد البشرية والتوطين
الكاتب
وزارة الموارد البشرية والتوطين